فيسبوك تويتر يوتيوب rss
  • الرئيسية
  • عن المركز
    • اتصل بنا
  • إصداراتنا
    • المكتبات والموزعون
    • النسخ الإلكترونية
    • مقدمات الكتب
    • معارض الكتب
  • المقالات
    • فلسفة
    • التطور والتصميم
    • الضبط الدقيق
    • الفيزياء والفلك
    • العلم والعلموية
    • العقل والعلوم العصبية
    • الذكاء الصناعي
    • فلسفة الأخلاق
    • السينما والإعلام
    • علوم اجتماعية
    • النفس والروح
    • أوراق محكمة
  • المرئيات
  • إدعمنا

الوراثة فوق الجينية اللاماركية الجديدة Neo-Lamarckian

تأليف: د. ستيفن ماير
تاريخ النشر: 28 مايو 2018
الزيارات: 2196

* ملحوظة: هذا المقال هو من كتاب (شك داروين: النشوء المفاجئ لحياة الكائنات وحجة التصميم الذكي) للمزيد يرجى مراجعة الكتاب.


يُعنى العنصر الثالث من ثالوث الداروينية الجديدة بانتقال وتوريث المعلومات الجينية. ومن غير المفاجئ أن نجد نموذجًا جديدًا من نظرية التطور يشكك في فهم الداروينية الجديدة للوراثة أيضًا.

لم يجد داروين نفسه نظرية دقيقة تفسر انتقال الخصال بين الكائنات الحية من جيل لآخر، فاعتقد بانتقال التغيرات الحاصلة أثناء حياة الكائن الحي إلى الذرية كنتيجة لمبدأ (الاستخدام والإهمال) للأعضاء المختلفة والأنظمة التشريحية من خلال التكاثر.49 في هذا الصدد، شابهت نظريته للوراثة نظرية جان بابتيست لامارك -1744 إلى 1829، أحد البيولوجيين التطوريين الأوائل- الذي اعتقد أيضًا بتوريث الصفات المكتسبة.

افتقرت الآلية اللاماركية أيضًا للأدلة الداعمة في ذلك الوقت، لكنها لعبت دورًا متنامي الأهمية في طريقة تفكير داروين، إذ أودى الانتقاد المتزايد للانتقاء الطبيعي بداروين إلى أن يُضيف المزيد من الأهمية إلى التأثير المباشر للبيئة على التغيرات التطورية. وبالفعل أكَّد داروين عند إصداره للنسخة السادسة من كتابه (أصل الأنواع) -1872- على أهمية هذه النماذج في الوراثة.50

لكن مع اكتشاف قوانين ماندل في عام 1900 وتحديد الصبغيات على أنها الكينونات المادية المسؤولة عن انتقال الوراثة، فقدت النظريات اللاماركية الأفضلية التي امتلكتها. وبعد ظهور النظرية التركيبية الداروينية الجديدة جادل معظم علماء البيولوجيا التطورية بحقيقة كون الجينات هي موضع كل التغيرات الموروثة في المتعضية. بعد عام 1953 عرّف البيولوجيون الجينة بتسلسل من الأسس النكليوتيدية المرتبة بشكل خاص ضمن جزيئة DNA، مع ذلك أدرك البيولوجيون حديثًا وجود بعض المعلومات البيولوجية (المعلومات فوق الجينية) خارج بنية DNA، وتنامى الاهتمام باحتمال تأثير تلك المصادر المعلوماتية غير الجينية على مسار التطور. جذب اكتشاف قابلية المعلومات فوق الجينية للتَغيُّر والتوريث المباشر والمستقل عن DNA الكثير من الاهتمام اللاحق، وقاد هذا الاكتشاف بدوره إلى صياغة نظرية (اللاماركية الجديدة neo-Lamarckian) المعاصرة51، التي تصورت أن التغيرات في البنية فوق الجينية للمتعضية تؤثر على الأجيال اللاحقة.

نجد من أشهر المدافعين في يومنا هذا عن اللاماركية إيفا جابلونكا Eva Jablonka من جامعة تل أبيب، وماسّيمو بيليوتشي Massimo Pigliucci من جامعة مدينة نيويورك. لم يكن لامارك يعلم شيئًا بالطبع حول الدور المهم الذي تملكه الجينات، وقد آمن بأن توريث الخصال المكتسبة كان قوة قائدة مهمة في التطور، لكن اللاماركيين الجدد يعرفون حقيقة الوراثة الجينية حق المعرفة، إلا أنهم يعتقدون بأن المصدر اللاجيني للمعلومات والبُنى ربما يلعب دورًا في تطور الشكل البيولوجي، ووفقًا لجابلونكا فإن اللاماركية الجديدة "تفتح الباب أمام الإمكانيات التطورية التي حُرمت منها بسبب نمط نظرية التطور المسمى بـ(التركيب التطوري الحديث)، الذي ينص على أن التنوعات ذات صفة عشوائية، وأنها جينية (ذات أساس نكليوتيدي)، وأن الأحداث القفزية لا تساهم على نحو مهم في التغيرات التطورية.52

قامت جابلونكا بجمع الكثير من صنوف الأدلة لدعم ما تسميه (نظام الوراثة فوق الجينية):

  • ففي المقام الأول يمكن توريث التغيرات المحرضة بيئيًا في السبل الاستقلابية لبعض الكائنات وحيدة الخلية -كالخمائر وجرثومة coli- إلى الجيل التالي بشكل مستقل عن أي تغيرات تصيب الـDNA الخلوي.
  • ثانيًا، لاحظت بالفعل مرور المعلومات البنيوية التي تعطي شكل الكائن الحي ووظائفه من الآباء إلى الذرية بشكل مستقل عن DNA عبر الأغشية والأنماط الخلوية الأخرى ثلاثية الأبعاد.
  • ثالثًا، ناقشت جابلونكا عملية متيلة DNA -وهي عملية يضيف فيها أنزيم خاص المجموعات الميثيلية CH3 إلى الأساس النكليوتيدي ضمن الحلزون المضاعف، ويمكن لعملية كهذه أن تغير من التنظيم الجيني وبنية الكروماتين-، وقد ذكرت جابلونكا أن التغييرات المدخلة من خلال العمليات المعدلة للتنظيم الجيني غالبًا ما تنتقل إلى الأجيال التالية من الخلية دون أي تغيير في تسلسل أسس DNA.
  • أخيرًا، استشهدت جابلونكا بعملية تُدعى الوراثة فوق الجينية -بوساطة RNA- وهي ظاهرة مكتشفة حديثًا، هنا تعمل جزيئات RNA الصغيرة مجددًا في تناغم مع أنزيمات خاصة، لتؤثر على التعبير الجيني والبنية الكروماتينية، ويبدو أن تلك التعديلات تورَّث بشكل مستقل عن الجينات.

فهل يمكن لأي من تلك الآليات أن تساعد في شرح أصل الأشكال الحيوانية في الانفجار الكامبري؟ على ما يبدو: لا.

يتطلب التطور الكبروي في جوهره تغيرات ثابتة -أي موروثة دائمًا-، لكن ما تظهره أدلة جابلونكا أنه أينما حصلت الوراثة اللاجينية في الحيوانات فستشمل بُنى إما أنها:

  • غير متغيرة، كأنماط الغشاء والقوالب المستدامة من المعلومات البنيوية.
  • لا تستمر عبر العديد من الأجيال.

ولا يتولد في أي من الحالتين إبداع تطوري مهم في الأشكال الحيوانية، بل بدلًا من ذلك يجب لكي يحصل التغير التطوري باتجاه معين في جمهرات المتعضيات ألا تكون تلك التغيرات قابلة للتوريث وحسب، بل ودائمة، فالاستقرار -أي وراثة الخصال بشكل ثابت وغير معكوس- ضرورة حتمية لا مفر منها لأية نظرية تطورية. هذا بالضبط هو ما يعنيه (النشوء والارتقاء).

إن أدلة جابلونكا حول ثبات الوراثة اللاجينية هنا غامضة على أفضل تقدير، على حسب اعترافها المباشر، ولا تكشف مراجعة البيانات التي جمعتها جابلونكا من الحيوانات عن أي حالة تكون فيها التغيرات فوق الجينية ثابتة دومًا في أي جمهرة، فالانتقال الوراثي لتلك التغيرات عابر ويستمر فقط -بالاعتماد على النوع الذي نحقق فيه- من بضعة أجيال وحتى أربعين جيلًا. بصراحة تذكر جابلونكا هذا النقص في الأدلة حول الاستقرار قائلة: "نؤمن بإمكانية توريث الاختلافات فوق الجينية في كل موقع من جينومات حقيقيات النوى، لكننا لم نحدد بعد السبيل إلى ذلك، ولأي مدة وتحت أي ظروف".53 بالتالي، بغض النظر عن النواحي الشاذة، تبقى الأهمية التطورية للوراثة فوق الجينية اللاماركية الجديدة موضع شك، أو وفقًا لكلمات جابلونكا "تخيلية بشكل لا مفر منه إلى حد ما".54


(49) Darwin, On the Origin of Species, 134–38.

سميت نظرية داروين في الوراثة نظرية "شمولية التخلق pangenesis"، وقد افترضت هذه النظرية أن جمعًا من الجسيمات الوراثية الدقيقة (والتي سماها بريعمات gemmules) تتراكم في الأعضاء التناسلية للمتعضيات، حاملة المعلومات حول تاريخ حياة الأب وبيئته والظروف التي مر بها. ومن ثم ستنتقل تلك المعلومات عند التكاثر إلى الذرية، سامحة بتوريث الخصال المكتسبة.

(50) Darwin. The Illustrated Origin of Species (6th edition), 95.

كتب داروين يقول: أعتقد أنه لا مجال للشك بأن استخدام أجزاء محددة في الحيوانات المدجنة قد عززها وضخمها، وأن إهمالها يزيل بعضها، وتعديلات كتلك تكون موروثة".

(51) يوجد بعض الأسئلة حول المضبوطية التاريخية لتسمية الأفكار الناشئة في القرن الواحد والعشرين بـ "اللاماركية الجديدة" في ضوء المضمون الحقيقي لرؤية Jean-Baptiste de Lamarck بالمقارنة مع النمو المعرفي الهائل في الوارثة على مر القرنين الماضيين. ونظرًا لتبني Jablonka لمصطلح "اللاماركية" لموقفها الحالي، فقد تبعتها في تلك الممارسة، مع ما تنضوي عليه من محاذير حول الاختلاف في المضمون المذكور.

(52) Jablonka and Raz, "Transgenerational Epigenetic Inheritance," 168.

(53) Jablonka and Raz, "Transgenerational Epigenetic Inheritance," 138, emphasis added

(54) Jablonka and Raz, "Transgenerational Epigenetic Inheritance,"162

  • التطور والتصميم
  • د. ستيفن ماير
  • شك داروين

كتاب مرتبط

شك داروين: النشوء المفاجئ لحياة الكائنات وحجة التصميم الذكي
شك داروين: النشوء المفاجئ لحياة الكائنات وحجة التصميم الذكي

مقالات مختارة

  • مسيرة العلم الزومبي... إلى أين؟ (الدحيح يكمل مسيرة دوكينز ورفاقه)

    مسيرة العلم الزومبي... إلى أين؟ (الدحيح يكمل مسيرة دوكينز ورفاقه)

      مشكلتنا مع الدحيح ليس في أنه مسلم يتبنى نظرية داروين ويروج لها، فقد سبقه بذلك الكثير للأسف. ولكن مشكلتنا…

  • أسس العلم التجريبي: ما معيار العلم؟ وما أساسه المنطقي؟

    أسس العلم التجريبي: ما معيار العلم؟ وما أساسه المنطقي؟

    قد يعتقد البعضُ أنّ الإلحادَ موقفٌ عدميٌّ لا يحتاج التبرير، موقفٌ مسلّح بالعلم والمنطق، أمَّا الإيمانَ فهو موقفٌ إيجابيٌّ إضافيٌّ…

  • العلم بين الإيمان والإلحاد: نحو تحليل أعمق للادعاءات الإلحادية

    العلم بين الإيمان والإلحاد: نحو تحليل أعمق للادعاءات الإلحادية

      قبل البدء... لنتخيل معًا شابًا باحثا مُحبًا للعلم وقد ملأ الإعجاب قلبه بمحرك السيارة وأراد الوقوف على سر عمله…

  • الإسلام والعلم - مقدمة المؤلف

    الإسلام والعلم - مقدمة المؤلف

      مقدمة في خريف عام 1980 اكتسح رونالد ريجان الانتخابات الرئاسية الأمريكية متفوقًا على خصمه جيمي كارتر، وبهذا عاد الجمهوريون…

  • 1
  • 2

جديد المقالات

  • معارضة التطور تجبر لجنة جائزة نوبل على إعلان تأييدها لنظرية التطور

    معارضة التطور تجبر لجنة جائزة نوبل على إعلان تأييدها لنظرية التطور

      قلنا عن البارحة أنه يوم سعيد جدا لمعارضي التطور حول العالم! 😄ومن وقتها والاعتراضات…

  • جائزة نوبل في الطب والفيسيولوجيا لعام 2022 تذهب للتطور!

    جائزة نوبل في الطب والفيسيولوجيا لعام 2022 تذهب للتطور!

      اللجنة المانحة لجائزة نوبل، تختار اليوم تكريم عالم الجينات السويدي بمعهد ماكس بلانك (سفانتي…

  • بيانات العالم الحقيقي والدرس القادم من مقاومة الكلوروكين

    بيانات العالم الحقيقي والدرس القادم من مقاومة الكلوروكين

    ملاحظة المحرر: نشر مايكل بيهي في عام 2020 كتاب مصيدة فئران لداروين، وهي مجموعة من…

  • ما القدر الذي يمكن للتطور أن يحققه  فعلا؟!

    ما القدر الذي يمكن للتطور أن يحققه فعلا؟!

    ملاحظة المحرر:  نشر مايكل بيهي في عام 2020 كتاب (مصيدة فئران لداروين A Mousetrap for…

  • 1
  • 2
  • السابق
  • التالي

للتواصل معنا

وسيلة الاتصال الرئيسية بالمركز هي عبر البريد الرسمي للاستفسارات والأسئلة العامة info@braheen.com ويمكنكم أيضا التواصل معنا عبر صفحة الفيسبوك أو عبر نموذج الاتصال في الموقع.

إصداراتنا

يعمل المركز على خطة ترجمة وتأليف طويلة الأمد، في محاولة لسد النقص في المواد اللازمة للباحثين في مجال نقد الإلحاد واللادينية، والقضايا العلمية والفلسفية ذات الصلة. للمزيد يرجى زيارة صفحة إصداراتنا.

من نحن؟!

مركز براهين للأبحاث والدراسات هو مركز بحثي مستقل لا يتبع لأي جهة أو حزب أو جماعة، والآراء الواردة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي المركز ولكن بالأصالة عن رأي كتابها، للمزيد يرجى زيارة صفحة عن المركز.

جميع الحقوق محفوظة © مركز براهين للأبحاث والدراسات 2020